جمهرة مقالات الشيخ أحمد محمد شاكر| عبدالرحمن بن حماد العقل| حياة الشيخ الشخصية ومسيرته العلمية| [المبحث الأول: اسمه ونسبه وولادته وأسرته]

العلّامة أحمد محمد شاكر
حياته الشخصيّة ومسيرته العلميّة
وفيه المباحث التالية:

المبحث الأول: اسمه ونسبه وولادته وأسرته

المبحث الثاني: حياته ورحلاته وصلاته
المبحث الثالث: شيوخه وأساتيذه
المبحث الرابع: مذهبه الفقهي وعقيدته
المبحث الخامس: آثاره العلمية
--------
[المبحث الأول: اسمه ونسبه وولادته وأسرته]
=======================
أحمد بن محمد شاكر بن عبد القادر، 
من آل أبي علياء، 
ينتهي نسبه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب 
- رضي الله عنهما - 
وسماه أبوه 
(أحمد شمس الأئمة أبو الأشبال).
ولد بعد فجر يوم الجمعة 
29 من جمادى الآخرة سنة 1309 هـ، 
الموافق 
29 من يناير سنة 1892 م (1).
(1) انظر: مجلة المجلة، 
العدد (19) سنة 1958 م (ص 120) 
من مقال كتبه محمود شاكر، 
بعنوان: (أحمد محمد شاكر إمام المحدثين).
إلماعة عَجْلى عن أسرة أحمد شاكر
والده هو: 
الشيخ محمد شاكر، 
شخصية أزهرية كبيرة، 
ومن كبار علماء مصر، 
ولد بجِرْجَا (2)
(2) قرية بصعيد مصر في غربي النيل 
لها نهر مفرد 
وليست بشارفة على النيل. 
انظر: معجم البلدان (3/ 224).
 في منتصف شوال سنة 1282 هـ، 
وحفظ القرآن الكريم، 
وتلقى مبادئ التعليم، 
ثم رحل إلى القاهرة، 
إلى الأزهر الشريف، 
فتلقى العلم فيه عن كبار الشيوخ في ذلك العهد، 
وفي 15 رجب سنة 1307 هـ، 
عين أمينًا للفتوى مع أستاذه 
الشيخ العباسي المهدي (3)
(3) هو: محمد العباسي 
ابن الشيخ محمد أمين الحنفي 
ابن الشيخ محمد المهدي  الكبير الشافعي، 
ولد بالإسكندرية سنة 1243 هـ، 
فقرأ بها بعض القرآن، 
ثم حضر إلى القاهرة سنة 1255 هـ، 
فأتم حفظه واشتغل بالعلم 
وقرأ على الشيخ إبراهيم السقا، 
وخليل الرشيدي وغيرهما، 
وولي إفتاء الديار المصرية سنة 1264 هـ، 
وهو في نحو الحادية والعشرين من سنيه، 
ولم يتأهل بعد لمثل هذا المنصب الكبير. 
ثم أكب على الاشتغال بالعلم خصوصًا الفقه 
حتى نال منه حظًّا وافرًا، 
وجلس للتدريس بالأزهر، 
وباشر أمور الفتوى بعفة وأمانة وتدقيق وتحقيق، 
واشتهر بين الناس بالحزم والعزم، 
وعدم ممالأة الحكام، 
توفي - رحمه الله - سنة 1315 هـ.
انظر: أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث 
للعلّامة أحمد تيمور باشا (ص 62 - 72).
، مفتي الديار المصرية إذ ذاك.
--------
ثم ولي منصب نائب محكمة مديرية القليوبية 
في 7 شعبان سنة 1311 هـ، 
ومكث فيه أكثر من ست سنين. 
وكانت له جهود في إصلاح أحوال المحاكم الشرعية، 
ثم ولي منصب قاضي قضاة السودان 
في يوم 10 ذي القعدة سنة 1317 هـ. 
وفي سنة 1904 م 
صدر الأمر بتعيينه شيخًا لعلماء الإسكندرية، 
فبعث فيها نهضة علمية عمّت أرجاء مصر، 
فوضع أسس النظام في التعليم، 
وأحسن اختيار الكتب والمقررات في الدراسة، 
وجعل من المقررات بعض العلوم الحديثة مع علوم الدين والعربية.
وفي أواخر سنة 1324 هـ، 
نُدب للقيام بأعباء منصب مشيخة الجامع الأزهر بالإضافة إلى عمله في مشيخة الإسكندرية، 
أربعة أشهر فقط.
وفي سنة 1327 هـ 
صدر الأمر بتعيينه وكيلًا لمشيخة الجامع الأزهر 
فسار فيه سيرته في الإصلاح، 
وظَلَّ في منصبه إلى أن أنشئت
--------
الجمعية التشريعية سنة 1913 م، 
فعُيِّن عضوًا فيها، 
واعتزل وظائف الحكومة، 
وتوفي - رحمه الله - سنة 1358 هـ (1)
(1) انظر: محمد شاكر، 
مقال كتبه أحمد شاكر في مجلة المقتطف، 
عدد أغسطس 1939 م؛ 
ومقال آخر للأستاذ محمد عبد الغني حسن 
بعنوان: محمد شاكر، 
في مجلة الكتاب 
عدد يولية 1946 م.
.
وجده لأمه هو: 
العلامة الكبير الشيخ 
هارون بن عبد الرازق بن حسن بن أبي زيد 
البنجاوي الأزهري، 
ولد بقرية (بنجا) بالصعيد 
في يوم الخميس 
25 جمادى الأولى سنة 1249 هـ، 
إمام من أئمة العربية، 
كان شيخ رواق الصعايدة في الأزهر، 
ثم من أعضاء مجلسه الأعلى، 
ومن مصنفاته: 
حسن الصياغة في فنون البلاغة، 
وعنوان الظرف في علم الصرف، 
والمبادئ النافعة في تصحيح المطالعة، 
توفي 
- رحمه الله - 
بالقاهرة 
سنة 1336 هـ (2)
(2) انظر: محمد شاكر، 
مقال كتبه أحمد شاكر في مجلة المقتطف، 
عدد أغسطس 1939 م، 
والأعلام للزركلي (8/ 61).
.
وأمه هي: 

أسماء هارون عبد الرازق، 
توفيت 
- رحمها الله - 
بعد ظهر يوم الأحد 
22 شعبان 1344 هـ، 
بمنزل والده محمد شاكر 
بشارع رحبة عابدين 
بالقاهرة (3)
(3) انظر: محمود محمد شاكر قصة قلم، 
لعايدة الشريف، (ص 223).
.
وأشقاء الشيخ أحمد شاكر 

ثلاثة ذكور، 
وثلاث إناث:
أَسنّ الذكور 

- بعد أحمد - 
عليّ، 
وُلد بالقاهرة 
وقت أذان العصر 
من يوم السبت 
26 ذي الحجة 
سنة 1311 هـ، 
ونال شهادته العالِمية من
--------
الجامع الأزهر 

في يوم الاثنين 
14 محرم 
سنة 1339 هـ، 
وعين قاضيًا بالمحاكم الشرعية 
في رمضان 
سنة 1345 هـ (1)
(1) انظر تقدمة أحمد شاكر لجامع الترمذي (1/ 10)
، ثم كان عضوًا عاملًا بالحزب الوطني (2)
(2) انظر: دراسات عربية وإسلامية مهداة إلى أديب العربية الكبير أبي فهر محمد محمود شاكر بمناسبة بلوغه السبعين (ص 14).
، وساهم مع أخيه أحمد 
في نشر عددٍ من كتب التراث العربي، 
وله من الأبناء: 
عبد الرحمن وزهير وعلي (3)
(3) انظر: محمود محمد شاكر قصة قلم لعايدة الشريف (ص 161).
.
وثاني الأشقاء 

محمد، 
ولا أعرف عنه شيئًا سوى أنه لم يُكمل تعليمه (4)
(4) أفدت ذلك من العلامة أحمّد المانع، 
وكان ملحقًا ثقافيًا في مصر، 
ومن المقربين للأديب الكبير 
العلامة محمود شاكر 
- رحمه الله -.
.
وأصغرهم 

محمود، 
وقد تَسنَّم ذُرى المجد الأدبي، 
وطارت شهرته في الآفاق.
ولد 

- رحمه الله - 
بالإسكندرية 
يوم الاثنين، 
العاشر من المحرم 
سنة 1327 هـ، 
وفي صيف ذلك العام 
الذي ولد فيه 
انتقل إلى القاهرة، 
حين عُيّن والده وكيلًا للجامع الأزهر. 
وحصل على شهادة البكالوريا 
(الثانوية العامة) 
القسم العلمي 
سنة 1925 م (5)
(5) انظر: تاريخ نشر التراث العربي، 
لمحمود الطناحي (ص 104).
.
وفي أثناء ذلك، 

وتحديدًا في بداية العشرينيّات، 
اتصلت أسباب محمود بأسباب اثنين 
من كبار أهل العلم بالأدب هما: 
سيد بن علي
--------
المرصفي (1)
(1) هو: سيد بن علي المرصفي الأزهري، 
إمام من أئمة الأدب واللغة، 
مصري، 
كان من جماعة كبار العلماء في الأزهر، 
من آثاره: 
رغبة الآمل شرح الكامل. 
توفي سنة 1931 م. 
انظر: الأعلام (3/ 147).
وألمع زكي مبارك إلى جوانب من شخصية المرصفي 

في كتابه البدائع (1/ 64 - 79).
، ومصطفى صادق الرافعي (2)
(2) هو: مصطفى صادق بن عبد الرازق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي، 
عالم بالأدب شاعر، 
من كبار الكتاب، 
أصله من طرابلس الشام، 
أصيب بصمم، 
وكان شِعْرُه نقي الديباجة 
على جفاف في أكثره، 
ونثره من الطراز الأول، 
توفي بطنطا سنة 1356 هـ، 
ومن كتبه: 
وحي القلم، 
تاريخ آداب العرب، 
المساكين، 
وغيرها.
انظر: 

الأعلام (7/ 235)، 
و (حياة الرافعي) للعريان، 
ومقدمة كتاب الرافعي 
(على السّفود).
، أما المرصفي 
فهو إمام العربية في زمانه، 
وكان له أكبر الأثر في تشكيل ملكة التذوق والنقد لدى محمود (3)
(3) انظر: محمود محمد شاكر الرجل والمنهج، 
لعمر القيَّام (ص 39).
.
أما الرافعي 

فقد ملك على محمود نفسه، 
ورأى فيه الأديب 
"الذي شارك الأوائل عقولَهم بِفكْرِهِ، 
ونَزعَ إليهم بحَنينه، 
وفَلَجَ أهل عصره بالبيان 
حين استعجمت قلوبُهم، 
وارتَضَختْ عَربيتُهم لُكْنَةً غير عربية" (4)
(4) تقدمة محمود شاكر لكتاب حياة الرافعي لمحمد سعيد العريان (ص 9).
.
وطَفَحَ قلب محمود بحب الرافعي 

فَطَفِقَ يقول: 
"وتبدت لي إنسانيةُ هذا الرجل 
كأنها نغمة تجاوب أختها 
في ذلك الأديب الكاتب الشاعر، 
وظفرت بحبيب يحبني وأحبه؛ 
لأن القلب هو الذي كان
--------

يعمل بيني وبينه، 
وكان في أدبه مسُّ هذا القلب؛ 
فمن هنا كنت أتلقى كلامه فأفهم عنه ما يكاد يخفى على من هو 
أَمثلُ مني بالأدب، 
وأَقْومُ على العلم، 
وأبصَرُ بمواضع الرأي" (1).

(1) تقدمة محمود شاكر 

لكتاب حياة الرافعي 

لمحمد سعيد العريان (ص 8).

وفي سنة 1926 م، 
التحق محمود بالجامعة المصرية 
طالبًا في كلية الآداب: 
قسم اللغة العربية، 
لكن مكثه لم يَطُلْ في الجامعة، 
فقد نشب بينه وبين أستاذه طه حسين (2)

(2) هو: طه بن حسين بن علي بن سلامة، 

حصل على الدكتوراه من السوربون في فرنسا 

سنة 1918 م، 

ولما عاد إلى مصر عُين محاضرًا 

في كلية الآداب 

بجامعة القاهرة. 

ثم كان عميدًا لتلك الكلية، 

فوزيرًا للمعارف، 

وقد كان من دعاة التغريب، 

ومن ذيول الاستعمار في مصر، 

توفي سنة 1354 هـ.
انظر: الأعلام للزركلي (3/ 231)؛ 

ومقال للدكتور زكي مبارك، 

بعنوان: 

الدكتور طه حسين بين البغي والعقوق، 

من كتاب البدائع (2/ 169)؛ 

والاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر 

للدكتور محمد محمد حسين (2/ 221).

 خلاف حول منهج دراسة الشعر الجاهلي، 
وظهر له مدى انبهار أستاذه بالمناهج المنتزعة من ثقافات أخرى، 
واتكائه على نتائج البحث الاستشراقي 
دون إدراك صحيح للعلاقة 
بين المنهج والثقافة التي أَنْتجتْه (3)

(3) انظر: محمود محمد شاكر الرجل والمنهج،

للقيَّام (ص 47).

.
وأفضى ذلك الخلاف إلى هجرته 

إلى الحجاز 
سنة 1347 هـ - 1928 م، 
وفي جدة أنشأ 
بناءً على طلب من 
الملك عبد العزيز آل سعود 
مدرسة جدة السعودية الابتدائية، 
وعمل مديرًا لها، 
ولكن ما لبث أن عاد إلى القاهرة 
في أواسط عام 1929 م. 

وانصرف إلى
--------
الأدب بكُليّته، 

فتأهل، 
وبلغ في العربية المبالغ.
قال إحسان عباس (1)

(1) من تلاميذ محمود شاكر، 
وهو من كبار محققي التراث، 
ونقاد الأدب العربي المعاصر.
انظر: سيرته الذاتية (غربة الراعي).


"معرفة محمود بالتراث، 
وإحاطته به، 
وتمثله لأبعاده المختلفة، 
وحضوره في وجدانه 
أمر كالنهار لا يحتاج إلى دليل" (2)
(2) دراسات عربية (ص 9).
.
وقد حارب أديب العربية الكبير 

محمود شاكر 
في جبهات كثيرة، 
وخاض معارك كثيرة؛ 
حارب الدعوة إلى العامية، 
وكتابة اللغة بحروف لاتينية، 
وكشف القناع عن وجه الاستشراق، 
وأهدافه الخفية في مصر (3)
(3) انظر: تاريخ نشر التراث العربي، 
لمحمود الطناحي (ص 105 - 109).
.
أما جهوده في نشر التراث 

فهي من أدل الشواهد على 
نبالة قدره، 
وعلو كعبه في العلوم 
التي عُني بنشرها، 
وتجلّى ذلك في ما نشره من ذخائر التراث:
طبقات فحول الشعراء لابن سلام، 

وتفسير الطبري، 
وأجزاء من تهذيب الآثار، 
وجمهرة نسب قريش، 
وغيرها.
==================
وشقيقات أحمد شاكر: 

عزيزة، وصفية، وفاطمة الزهراء.
وله من الولد 


ثلاثة بنين، وست بنات.
--------
أَسنّ الذكور أسامة، 

وحصل على الشهادة الجامعية 
في تخصص العلوم السياسية 
من كلية التجارة 
بجامعة فؤاد سنة 1945 م، 
وعمل في المكتب الفني لوزير التجارة، 
ثم في وزارة الاقتصاد، 
ثم في مصلحة الشركات، 
ثم بديوان محافظة القاهرة، 
ووصل إلى منصب مدير عام الشؤون المالية 
إلى أن بلغ سن التقاعد. 
ويقيم الآن بالقاهرة. 
ويجيد اللغة الإنجليزية، 
واستفاد منه الشيخ أحمد 
في ترجمة مقدمة كتاب 
(الكامل للمبرد) 
للنسخة المطبوعة في أوربة (1)
(1) انظر: مقدمة الجزء الثاني من كتاب الكامل الذي حققه أحمد شاكر.
.
الثاني: فرناس، 

وحصل على الثانوية العامة، 
ثم التحق بكلية الهندسة، 
ولم يكمل دراسته، 
وسافر إلى ألمانيا، 
وجلس بها أربع سنوات، 
ثم التحق بهيئة قناة السويس، 
ووصل إلى منصب كبير مراقبي حركة قناة السويس، 
ثم انتقل إلى المعاش 
في سبتمبر 1991 م، 
ويقيم بالإسماعيلية.
الثالث: سعود، 

وحصل على شهادة عليا، 
ويمتلك محلًّا تجاريًّا في القاهرة.
وبنات الشيخ: 

كوثر، 
وتماضر الخنساء، 
وسبا شجرة الدر، 
ورباب، 
ونعمت الله، 
وفاطمة الزهراء.
وتوفيت شجرة الدر في يناير سنة 1990 م، 

ونعمت الله في سنة 1935 م، 
عليهما رحمة الله (2)
(2) انظر: العلّامة الشيخ أحمد شاكر وجهوده في السنة المطهرة 
للدكتور علاء عنتر (ص 10 - 11).
.
--------

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تفسير الميزان| الطباطبائي| سورة الفاتحة

في ظلال القرآن | سيد قطب| المقدمة